الدلالة اللفظية وأثرها في التفسير, دراسة نظرية تطبيقية على تفسير الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله-

Abstract

إن الله تعالى أنزل كتابه تبيانا لكل شيء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين، و جعله مباركا يفيض بالخيرات على من تدبره، و عني به، و أنفق لحظات حياته في تفهمه واستنباط أسراره، ومن هنا جاءت أهمية علم التفسير، و كانت له المنزلة الرفيعة، و المقام المحمود بين علوم الشريعة، و ذلك لتعلقه بكلام الله تعالى خير الكلام، و أحسن الحديث، و أصدق القيل. ولا يخفى على كل مشتغل بالقرآن الكريم و علومه ما لدلالات الألفاظ من أهمية بالغة في تفسيره، واستنباط الأحكام الشرعية منه، فلا يمكن تفسيره كلام الله تعالى بمعزل عن هذه الدلالات، لأنه نزل بلسان عربي مبين و هنا مكمن أهمية دراسة ومعرفة دلالات الألفاظ و أثرها في تفسير القرآن الكريم، ولذلك لا يكاد يخلو مصنف من المصنفات الجامعة لعلوم القرآن وأصول الفقه قديما وحديثا من الكلام على دلالات الألفاظ، والتركيز عليها، بل إن هذا الموضوع هو عمدة أبواب علمَي أصول التفسير وأصول الفقه. وقد عقدت العزم على الكتابة في موضوع الدلالة اللفظية وأثرها في التفسير من خلال تفسير العلامة عبد الحميد بن باديس، ودراسة الضوابط والقواعد التي وضعها العلماء وفقا لتتبع واستقراء اللغة العربية واستعمالاتها، وبيان أثر ذلك على التفسير تتمثل إشكالية هذا البحث في الوقوف على مدى أثر التمكن المعرفي من دلالات الألفاظ في التفسير عموما، ثم إبراز حجم أثر الدلالات اللفظية في تفسير ابن باديس (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير) على وجه الخصوص –أعني إلى أي مدى استعمل ابن باديس الدلالات اللفظية في تفسيره من خلال الدراسة النظرية والتطبيقية لموضوع الدلالة اللفظية وأثرها في تفسير القرآن الكريم للشيخ ابن باديس رحمه الله، والذي هو كتابه (مجالس التذكير)، وفق الله سبحانه وتعالى للتوصل إلى مجموعة من النتائج ، أهمها أنه لا يمكن تفسير القرآن الكريم دون معرفة دلالات ألفاظ لغة العرب، فمعرفة دلالات الألفاظ وتطبيق قواعدها هو السبيل إلى معرفة تفسير القرآن الكريم واستنباط الأحكام الشرعية منه على أسس صحيحة، ويكون في هذا السلامة من الخطأ فيهما.