جهود صالح بلعيد في تعليمية اللغة العربية

Abstract

تناولت هذه الدراسة جهود الباحث اللساني صالح بلعيد في تعليمية اللغة العربية،حيث اتسمت أعماله ومؤلفاته بالكثرة وتنوع الموضوعات،فوجدته قد تطرق إلى مختلف الموضوعات في شتى المجالات والعلوم،سواء في الدرس اللساني أو ما تعلق بتعليم اللغة العربية التي كانت موضوع الدراسة،فقد حاول المزج بين التراث العربي القديم وما استجد من الدرس اللساني الحديث للنهوض بتعليمها ،إذ يهدف إلى جعل اللغة العربية مرتبطة بالعلوم ويسعى إلى تسهيل استعمالها في التقانات المعاصرة لتصبح لغة عالمية. وقد تناول صالح بلعيد أولى الخطوات التي تساهم في النهوض بتعليم اللغة العربية وهي السياسة اللغوية الراشدة والتخطيط المحكم لها،كما سلط الضوء على أهمية المراحل الأولى لاكتساب اللغة العربية،وجعل التعليم التحضيري قاعدة تبنى على أساسها لغة الطفل في المراحل التعليمية اللاحقة. إضافة إلى ما سبق ذكره، قدم صالح بلعيد آراءه في المناهج الدراسية وكيف يجب أن تكون لتنتج لنا متعلما يتقن استعمال اللغة العربية في جميع أحوال الخطاب. كما استطاع برؤيته الثاقبة أن يقدم أفكارا نيرة في مجال تعليم النحو الذي أصبح هاجس كل متعلم،حيث فصل بين النحو العلمي والنحو التعليمي وأن التيسير إنما يكون في النحو التعليمي من خلال انتقاء أنجع الطرائق لتقديمه في أبسط صورة للمتعلمين،وأشاد بالتيسيرات التي جاءت بها المجامع اللغوية التي من شأنها أن تقلص من خوف المتعلمين من مادة النحو. أما بالنسبة للخط العربي الذي يشكل بالنسبة للبعض إشكالا في الكتابة فقد تناول صالح بلعيد الموضوع بروية وكان رأيه وسطا،فلا هو من المنادين باستبدال الخط ولا هو من المتشددين في إبقائه كما هو،إذ اقترح إضافة بعض الأصوات التي من شأنها أن تساهم في كتابة أسماء الأعلام والأسماء الأجنبية. وتطرقت إلى آراء صالح بلعيد في بعض المسائل العالقة في اللغة العربية ،والتي دعا إلى اتخاذ قرارات حاسمة في شأنها ،من طرف الهيآت المعنية للفصل فيها ،حتى لا يلتبس الأمر على متعلمي اللغة العربية ومنها الكتابة الإملائية لبعض الكلمات العربية،سواء التي ورثتها من الكتابة القديمة مثل كلمة"مائة" أو التي لم يتفق على رسمها لتداخل االقواعد الإملائية فيها. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي أثرت الساحة العلمية بآراء وأفكار الباحث اللساني صالح بلعيد.