الاتجاه الكلامي عند الإباضية بالغرب الإسلامي

Abstract

إن الغرض من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على جهود علماء الإباضية ببلاد المغرب الإسلامي في الميدان الفكري وأهم ما خلفوه من إرث حضاري، وإظهار قيمته الثقافية التي ساهموا بها في إثراء الحياة الفكرية ببلاد المغرب الإسلامي،وذلك من خلال عرض اجتهاداتهم العقديةوالكلاميةالمستمدة منالمصادرالإباضية وغير الإباضية،وإن كانت هذه الدراسة معنية بالإباضية في المغرب الإسلامي من حيث المنطقة، إلا أنه كان لا بد لنا من أن ندرس أصول الحركة الإباضية ومؤسسيها الأوائل في البصرة، وصلتها بالأحداث الأولى للتاريخ الإسلامي، وتأثيرذلك على الاجتهاد الكلامي الإباضي المغاربي. ونهدف أيضا إلى تقديم نظرة واضحة لتطور الفكر الإباضي ببلاد المغرب الإسلامي في الفترة ما بين سقوط الدولة الرستمية(296ه/909م) الى نهاية القرن السادس هجري؛مراحله وأعلامه وخصوصياته، إذ عرفت هذه الفترة تحولات مذهبية مهمة (الحضور الشيعي ثم الأشعري)، وهو مؤشر على حدة الصراع المذهبي ببلاد المغرب، مما زاد من تأصيل الفكر العقدي الإباضي وتعميقه؛مبرزين نقاط الاتفاق والاختلاف مع التيارات الفكرية التي انشقت عنهوالتيارات المخالفة له.هذا وقدأبان علماء الإباضية على مقدرة كبيرة في الرد على مخالفيهم،ومستوى عالي في التحكم في فنيات الجدل من خلال عرضهم للمسائل الكلامية والاستدلال عليها في مصنفاتهم، أو من خلال المناظرات المباشرة مع مخالفيهم.