الھویة الدینیة والھویة الثقافیة؛ "دراسة سوسیولوجیة للعلاقة بین التدین الإسلامي والممارسات الثقافیة لدى الشباب الجزائري" - طلبة كلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة نموذجا.

Abstract

لقد أضحت المسألة الھویاتیة موضع تساؤل العدید من الباحثین في جمیع التخصصات لا سیما علم الاجتماع، وذلك من خلال الاھتمام بتحلیل مكونات ھذالقد أضحت المسألة الھویاتیة موضع تساؤل العدید من الباحثین في جمیع التخصصات لا سیما علم الاجتماع، وذلك من خلال الاھتمام بتحلیل مكونات ھذا المفھوم والبحث عن طبیعة تفاعلھ مع المقومات الذاتیة، وعلاقتھ الخارجیة، خاصة مع تنامي وتعدد الانتماءات. لذلك جاءت ھذه الدراسة لتسلط الضوء على مفھوم الھویة الدینیة لدى الشباب الجزائري والتعرف على المعیش الدیني خاصة مع ملازمة النموذج الحضاري عبر وسائل الإعلام وغیرھا. ركزت ھذه الدراسة على البحث عن نمط العلاقة بین التدین والممارسات الثقافیة المعاصرة، وكیف یستطیع الشباب تحدید ھویتھ بین تجاذبات الدیني والارتباطات الجدیدة المعاصرة. أي كیف یتم تحدید ھویة الشباب في ظل تفاعل الجانب الدیني بالجانب الثقافي المعاصر. وللإجابة على تساؤلات الدراسة والفرضیات اتبعنا المنھج الوصفي لوصف الظاھرة وتحلیل واقع الشباب ومختلف السلوكات التي تمت ملاحظتھا، كما اعتمدنا على تقنیة الاستبیان لجمع المعلومات. إلى جانب برنامج الرزم الإحصائیة للعلوم للمعالجة الإحصائیة. لقد تمت دراستنا بجامعة معسكر، كما اشتملت عینة البحث على مئة طالب تم اختیارھم بطریقة (SPSS) الاجتماعیة عشوائیة (احتمالیة). توصلنا في الأخیر إلى أن ھناك علاقة ارتباطیھ دالة إحصائیا بین التدین والممارسات الثقافیة، فالشباب الأقل تدینا ھم الأكثر انسیاقا وتعلقا بالأنماط الثقافیة المعاصرة والعكس صحیح. كما أن تقارب بعض النتائج والنسب یوحي بأن ھناك تعایش ھویاتي بین الجانب الدیني والجانب الثقافي المعاصر، فالشباب یسعى دائما إلى خلق آلیات لفرض التعایش من أجل التكیف مع الأوضاع الجدیدة، دون فرض ھویة على حساب الأخرى بل ھناك مزیج ھویاتي مختزل فیما یمكن أن نسمیھ بالھویة المرنة أو المتأرجحة.