تأثير الأصل الاجتماعي في المسار البيداغوجي للتلميذ

Abstract

تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على ما يعيشه التلاميذ من تفاوتٍ طبقيّ وذلك بالكشف عن مختلف الآليات التربوية الرمزية التي تنعكس على التلاميذ في تفاعلهم داخل الفضاء المدرسي وتؤثر على عمليتي تحصيلهم وتوجيههم، وبناءً على هذا الطرح تم الاعتماد على المنهج التفسيري لتفسير التفاعلات والسلوكات الكامنة التي يمارسها الفاعلون التربويون على المتعلمين وذلك باعتماد تقنية الاستمارة كأداة أساسية لجمع البيانات وكذا تقنية المقابلة كأداة داعمة ومكملة للدراسة التي أجريت على عينة مكونة من 300 تلميذ من الطور الثانوي بثانوية بغداد بومدين بولاية معسكر. وأسفرت الدراسة عن جملة من النتائج أهمها: _ يلعب المستوى الثقافي للوالدين دورًا هامًا في عملية التحصيل الدراسيّ؛ فكلما نشأ التلميذ في وسطٍ مثقفٍ انعكس ذلك على تحصيله وزاد إقباله على التعليم، وهذا راجع للمناخ الثقافي الذي يوفرونه له من متابعةٍ ومراقبةٍ مستمرةٍ وتوفير مختلف احتياجاته، وهذا ما ينعكس إيجابيًا على نتائجه مقارنة بالتلاميذ الذين ينتمون لوسطٍ ثقافيٍّ ضعيفٍ ينعكس سلبًا على تحصيلهم. - يلعب المستوى الماديّ دورًا هامًا في عملية التوجيه المدرسي للتلميذ؛ فالأُسَرُ التي يكون دخلُها عالٍ تُوجِّه أبناءَها نحو تخصصاتٍ علميةٍ تتوافق مع السوق الوظيفيّ وتُحدِّد لهم مستقبلًا مهنًا ذاتَ دخلٍ مرتفعٍ ومكانةٍ اجتماعيةٍ تعكس طبقَتَهم وتعيد إنتاج هويتهم الاجتماعية، في حين يُوجَّه تلاميذ الطبقات الشعبية للتخصصات الأدبية أقلِّ تكلفةً مقارنةً بالتخصصات العلمية التي تتطلب مصاريفَ إضافيةً ودروسًا خصوصيةً؛ فيلجأ تلاميذ الطبقات الشعبية إلى تخصصاتٍ أدبيةٍ تتماشى مع طبيعة دخل أُسَرِهم. - يلعب المستوى المعيشيّ للتلميذ دورًا في تحديد علاقاته وتفاعلاته داخل الثانوية من خلال الامتيازات والتسهيلات التي يحصل عليها تلاميذ الطبقات الغنية من طرف الأساتذة والطاقم الإداري التربويّ مقارنةً بالتمييز والتهميش الذي تشهده الفئات الأخرى من خلال الصراعات والنزاعات الصفيّة ومظاهر البيروقراطية التي يمارسها الفاعلون التربويون في عملية الانتقاء والاصطفاء.