دور العملية الاتصالية في إتخاذ القرارات داخل الأسرة الجزائرية دراسة ميدانية بمدينة معسكر

Abstract

تشهد المجتمعات المعاصرة تحولات اجتماعية وثقافية مستمرة تؤثر بشكل كبير على هيكل السلطة داخل الأسرة وتوزيع الأدوار بين أفرادها. تقليديًا، كانت السلطة الأسرية متمركزة في يد الأب الذي كان له الدور الأكبر في اتخاذ القرارات الهامة. ومع ذلك، شهدت العقود الأخيرة تحولًا نحو توزيع أكثر توازنًا للسلطة بين الأبوين، بل وأحيانًا تشمل الأبناء في القرارات التي تهم مستقبلهم. في هذا السياق، تبرز أهمية دراسة دور العملية الاتصالية في اتخاذ القرارات الأسرية، حيث يمكن أن تكون هذه العملية إما عاملاً مسهلاً للتفاهم والتعاون، أو مصدراً للتوتر والصراع إذا لم تتم بشكل فعّال. هدفت هذه الأطروحة إلى دراسة دور العملية الاتصالية في اتخاذ القرار داخل الأسرة، من خلال تحليل أنماط التواصل بين أفراد الأسرة، والعوامل التي تؤثر على هذه الأنماط، وتأثيرها على جودة القرارات المتخذة. إعتمدت الدراسة على منهجية بحثية وصفية، حيث تم جمع البيانات من خلال استبيانات شملت عينة مكونة من 402 أسرة متنوعة من حيث التركيبة الاجتماعية والاقتصادية. تم تحليل النتائج باستخدام أدوات إحصائية مثل برنامج SPSS، معامل ألفا كرونباخ، ومقياس بيرسون، بالإضافة إلى تحليل نوعي لتقديم رؤية شاملة عن الموضوع. تشير النتائج إلى وجود علاقة وثيقة بين جودة الإتصال داخل الأسرة وفعالية القرارات المتخذة. الأسر التي تتميز بتواصل مفتوح وصريح تتخذ قرارات أفضل وأكثر توافقًا بين أفرادها. كما أظهرت الدراسة أن العوامل الثقافية والاجتماعية تلعب دورًا مهمًا في تشكيل أنماط التواصل وطرق اتخاذ القرار. كما تشير الدراسة إلى أن هناك تغيرات في أدوار الرجل داخل الأسرة، فرغم التظاهر بالقوة والسيطرة، يمكن أن تتأثر مكانتهم بتحولات اجتماعية وثقافية عميقة تستجيب لتغيرات المجتمع والظروف الاقتصادية.