مسألة حماية القنصلية و تأثيرها على العلاقات الجزائرية الأوروبية

Abstract

اتسم تاريخ الجزائر الحديث بالكثير من الغموض و الفجوات في مختلف الميادين، لا سيما مسألة العلاقات الدولية و الأسس التي ارتكزت عليها ، إن هذا الميدان يرتبط ارتباطا هاما بقضية الامتيازات الدولية التي نتجت عنها الحماية والحصانة لممثلي الدول الأوربية في الدولة العثمانية وايالتها الجزائر. إن دراستنا هذه تسلط الضوء على جزء من التحولات الكبرى التي عاشتها منطقة البحر المتوسط خلال الفترة الحديثة، فنظرا لسيادة الجزائر وبحريتها على المنطقة عملت الدول الأوروبية جاهدة لربط علاقات سياسية واقتصادية معها لهذا حرصت على التقرب من الباب العالي للحصول على امتيازات تخدم مصالحها خاصة الاقتصادية منها، كمنح السلاطين العثمانيون حقوق و ضمانات لهذه الدول الأوروبية، في إطار فرمانات السلطانية تضمن تعيين قناصل لهم في إيالة الجزائر، فقد أصبحت الدول الأوروبية لا تستغني عن خدماتهم في عقد الاتفاقيات والمعاهدات، وهذا يعني أن مصالح هذه الدول أصبحت محمية من طرف قناصلها ، فلما كانت مهامهم حساسة وصعبة وجب عليهما لتمتع بشخصية قوية ومعرفة واسعة للعادات و أعراف البلاد ما خولهم الحصول على مجموعة من الحقوق والمزايا الخاصة عرفت بالحماية القنصلية، التي شملت عدم إمكانية سجنهم أو ختم منازلهم بالإضافة إلى إعفائهم من الضرائب. وقد أدت الأحداث التي اخترقت فيها هذه الامتيازات إلى توتر العلاقات و إذكاء الأطماع وكذالك التعسف في استعمال مناصبهم بالقيام ببعض التجاوزات التي أثرت في العلاقة الجزائرية الأوربية وتسببت في تدهورها في اغلب الأحيان.