التحول الرقمي والقدرات الرقمية واشكالية تطوير الخدمة العمومية في الجزائر

Abstract

يواجه القطاع العام عموما والخدمة العمومية خصوصا العديد من التحديات نظرا للتغيرات التكنولوجيا السريعة ولزيادة توقعات واحتياجات أصحاب المصلحة (المواطنين بدرجة أولى)، للتعامل مع هذه التحديات يحتاج هذا القطاع إلى تبني التحول والقدرات الرقمية لتطوير الخدمة العمومية. نظرا لندرة الدراسات التي تناولت العلاقة بين التحول الرقمي والقدرات الرقمية وتطوير الخدمة العمومية تهدف هذه الدراسة إلى تحديد طبيعة العلاقة واستكشاف تأثير التحول الرقمي الحكومي كمتغير مستقل من خلال العوامل المؤثرة فيه وهي (القدرات القيادية، الحكومة الإلكترونية والتكنولوجيا)، والقدرات الرقمية كمتغيروسيط على تطوير الخدمة العمومية كمتغير تابع في السياق الجزائري. ومن خلال مراجعة الأدبيات السابقة تم تطوير واختبار نموذج مفاهيمي للتحقيق في العلاقة والتأثير المفترض بين متغيرات الدراسة، وقد تم إستخدام أسلوب النهج المختلط (الكمي والنوعي)، بالنسبة للنهج الكمي تم تصميم استبيان موجه لمدراء ومسؤولي المؤسسات والإدارات العمومية الجزائرية محل الدراسة والنهج النوعي تم تصميم دليل لمقابلة شبه منظمة مع خبراء التحول الرقمي في الجزائر، حيث تم جمع البيانات من (34) مدير وإطار بمؤسسات وإدارات عمومية محل الدراسة من ولاية معسكر، و(12) خبير رقمي جزائري. تم تحليل هذه البيانات باستخدام نمذجة المعادلة البنائية بطريقة المربعات الجزئية وذلك لاختبار فرضيات الدراسة. كما تم تحديد مستوى النضج الرقمي لهذه المؤسسات والإدارات العمومية (مجموعها 34)، باستخدام مصفوفة وسترمان للنضج الرقمي. وتوصلت نتائج الدراسة بعد تحليل البيانات إلى وجود علاقة إبجابية وقوية ذات دلالة إحصائية بين التحول الرقمي الحكومي والقدرات الرقمية، وأيضا وجود علاقة إبجابية وقوية ذات دلالة إحصائية بين القدرات الرقمية وتطوير الخدمة العمومية. كما توصلت أيضا إلى وجود علاقة قوية دالة إحصائيا وتأثير إيجابي كبير بين التحول الرقمي الحكومي وتطوير الخدمة العمومية في وجود القدرات الرقمية كمتغير وسيط (وساطة كلية). كما توزعت المؤسسات والإدارات العمومية محل الدراسة مابين (مبتدئة (08)، حذرة (04)، عارضة للموضة (04) رائدة رقميا (18)) على مصفوفة وسترمان للنضج الرقمي. بناء على هذه النتائج، توصي هذه الدراسة بأنه يجب على متخذي القرار والمدراء في القطاع الحكومي الجزائري تبني التحول الرقمي كعقلية وثقافة قبل أن يكون تكنولوجيا وتقنية، والاستثمار في القدرات الرقمية لحل إشكالية تطوير الخدمة العمومية.